المخاطر البيئية التي تهدد الشعاب المرجانية في البحار

 لقد صمدت الشعاب المرجانية أمام تحديات الطبيعة لملايين السنين، وشهدت تغيرات جذرية في مستوى سطح البحر وحتى انقراض الديناصورات قبل أكثر من 100 مليون عام. لكنها اليوم تواجه ضغوطًا متزايدة، بعضها طبيعي والآخر من صنع الإنسان.

 


فيما يلي عرض لأبرز هذه الضغوط التي تؤثر على الشعاب المرجانية:

العوامل الطبيعية:


العواصف: تُعدّ العواصف والبحار الهائجة والأمواج العاتية من العوامل الطبيعية التي تُؤثر بشكل كبير على الشعاب المرجانية والشواطئ، خاصةً تلك الشعاب التي تنمو في المياه الضحلة، حيث تكون أكثر عرضة للتحطم بفعل قوة الأمواج. وعندما يهلك المرجان، تتأثر سائر الكائنات الحية التي تعتمد عليه، وتحتاج هذه النظم البيئية إلى فترات طويلة للتعافي.


درجات الحرارة: تلعب درجة حرارة المياه دورًا حيويًا في صحة الشعاب المرجانية، فهي تزدهر في المياه الدافئة. لكن الارتفاع الشديد أو الانخفاض الحاد في درجة حرارة المياه يُؤدي إلى مرض المرجان وفقدانه للطحالب التي تعيش داخله، مما يُسبب ظاهرة "التبييض" التي تُحوّل لون المرجان إلى الأبيض.

الأمراض: تُصاب الشعاب المرجانية بأمراض مُختلفة تُؤدي إلى موتها ببطء، مثل مرض "الطوق الأبيض" و"الطوق الأسود" الذي يفصل أنسجة الشعاب على امتداد خط يُمكن أن يُغطي المُستعمرة بأكملها.

الافتراس بواسطة الحيوانات الأخرى: تُشكل بعض الحيوانات خطرًا كبيرًا على الشعاب المرجانية، ومن أبرزها "تاج الشوك"، وهو نجم بحر مُفترس يصل طوله إلى أكثر من 30 سم ويُغطيه أشواك سامة. يتغذى تاج الشوك على المرجان عن طريق قلب معدته وبسطها على سطحه وهضمه، تاركًا ندبات بيضاء. قد يتسبب هذا المُفترس، لأسباب غير مفهومة تمامًا، في تدمير مُستعمرات مرجانية بأكملها. يُعتبر تاج الشوك شائعًا في مياه الإمارات، وقد تسبب في أضرار واسعة النطاق للشعاب المرجانية في المنطقة الشرقية.

المخاطر الناجمة عن النشاط البشري:


الشباك ومعدات الصيد: مع ازدياد عدد الصيادين في مياه الإمارات، تفقد العديد من الشباك وتتعلق بالشعاب المرجانية، خاصةً في المناطق التي تشهد رياحًا قوية وتيارات مائية. إذا لم يتمكن الصياد من استعادة شبكته، فغالبًا ما يتركها عالقة، مما يُؤدي إلى استمرارها في صيد الأسماك والكائنات البحرية الأخرى دون جدوى، فتَموت هذه الكائنات هباءً، ما يُعدّ تبديدًا لمواردنا البحرية الثمينة. بالإضافة إلى ذلك، تُؤدي حركة الشباك بفعل الرياح إلى تحطيم المرجان وتدمير مساحات واسعة منه.

 
 


المراسي: تُستخدم المراسي لتثبيت الزوارق ومنعها من الانجراف. لكن استخدامها بشكل غير مسؤول يُمكن أن يُدمر الشعاب المرجانية، خاصةً إذا استقرت المرساة مباشرةً على مستعمرة مرجانية هشة أو إذا تم سحبها بسرعة عبر قاع البحر، ما يُؤدي إلى تحطيم مساحات كبيرة من المرجان.

التنمية الساحلية: يُؤدي التوسع في التنمية الساحلية، التي تمتد على حوالي 800 كيلومتر، إلى زيادة المخاطر التي تُهدد البيئة البحرية، بما في ذلك الشعاب المرجانية. يُمكن أن يُؤدي استخدام الرمال والصخور في أعمال الردم والبناء، خاصةً في مناطق انتشار الشعاب المرجانية، إلى تعكير المياه وتَعليق الجُزيئات الدقيقة، ما يُقلل من كمية الضوء التي تصل إلى المرجان ويُؤدي في النهاية إلى تغطيته بطبقة خانقة من الرمال.

التلوث: تزدهر الشعاب المرجانية في المياه النظيفة غير المُلوثة. لذلك، يُعتبر أي عامل يُؤدي إلى تعكير المياه تهديدًا خطيرًا عليها وعلى سائر الكائنات البحرية. يُؤدي التلوث الناتج عن مياه الصرف الصحي وزيوت السفن إلى آثار سلبية على جميع أشكال الحياة البحرية، ويُمكن أن يُؤدي إلى تلوث الأسماك التي يتناولها الإنسان، ما يُشكل خطرًا على الصحة العامة.

الموضوع التالي الموضوع السابق
No Comment
Add Comment
comment url