درس في الأدب: سأروي لكم ما شاهدته وسمعته من موقف تأديب أب لابنه

 شاهدت أبا يؤدّب ابنه بسبب لعبه في الطّريق واعتدائه على بعض الجيران.
ارو ما شاهدت وما سمعت.

سأروي لكم ما شاهدته وسمعته من موقف تأديب أب لابنه بسبب اللعب في الطريق والاعتداء على الجيران:
 

درس في الأدب: سأروي لكم ما شاهدته وسمعته من موقف تأديب أب لابنه

 

عنوان الموقف: درس في الأدب


المقدمة:


كنتُ عائدًا إلى المنزل بعد الظهيرة، عندما لفت انتباهي صوتٌ مرتفع قادم من أحد المنازل القريبة. توقفتُ قليلًا لأتبين الأمر، فرأيتُ أبًا يقف أمام ابنه الصغير، ويبدو عليه الغضب الشديد.

وصف المشهد:


كان الطفل، الذي يبدو في العاشرة من عمره، يقف ورأسه مُنكسٌ، وعلامات الخوف بادية على وجهه. كان الأب يتحدث بنبرة حازمة، ويُشير بيده إلى مكان ما في الشارع. فهمتُ من إشاراته أن الطفل كان يلعب في الطريق، وأنّه تسبّب في إزعاج بعض الجيران.

ما سمعته من الأب:


سمعتُ الأب يقول لابنه بصوت عالٍ ولكنه مُسيطر عليه: "كم مرة قلتُ لكَ لا تلعب في وسط الطريق؟ الطريق ليس مكانًا للعب، بل هو ممرّ للناس والسيارات. أنت تُعرّض نفسك للخطر، وتُزعج الآخرين."

ثمّ أضاف بنبرة أشدّ: "وصلني كلام من بعض الجيران أنّك اعتدتَ عليهم أثناء اللعب، ورميتَ كراتك على نوافذهم. هذا تصرّف خاطئ وغير مقبول. يجب عليكَ أن تحترم الآخرين، ولا تُزعجهم أو تُؤذيهم."

سمعتُ الأب يُكمل حديثه قائلًا: "أنا أعلم أنّكَ تُحبّ اللعب والمرح، ولكن هناك أماكن مُخصّصة لذلك، كالحديقة أو الملعب. لا يحقّ لكَ أن تُسبّب الإزعاج للناس في منازلهم أو في طريقهم."

ثمّ خفّف الأب من حدّة صوته قليلًا، وقال لابنه: "أنا أُؤدّبك الآن لأنّني أُريدكَ أن تتعلّم. أُريدكَ أن تُصبح شخصًا مُهذّبًا يحترم الآخرين. لا أُريد أن أسمع شكوى أخرى عنكَ."

ما سمعته من الابن:


لم يتحدث الابن كثيرًا، بل كان يستمع إلى والده بصمت، ويُومئ برأسه علامة الفهم. سمعتهُ يتمتم ببعض الكلمات الخافتة، مثل: "حاضر يا أبي"، و "لن أُكرّرها".

ردّة فعل الأب:


بعد أن أنهى الأب كلامه، لم يُعاقب ابنه عقابًا بدنيًا، بل اكتفى بتوبيخه وتوضيح خطئه له. ثمّ طلب منه أن يعتذر من الجيران الذين أزعجهم. رأيتُ الابن يذهب مُسرعًا إلى أحد المنازل المجاورة، وبعد قليل عاد إلى والده.

الخاتمة:


انصرفتُ وأنا مُتأثّر بهذا المشهد. لقد أعجبني حزم الأب في تأديب ابنه، وحرصه على تعليمه الأدب واحترام الآخرين. لقد كان درسًا مُهمًا للطفل، ولي أيضًا كشاهد على هذا الموقف. أدركتُ أنّ التربية الصحيحة ليست فقط في توفير المأكل والمشرب، بل هي أيضًا في تعليم الأبناء القيم والأخلاق الحميدة.

الموضوع التالي الموضوع السابق
No Comment
Add Comment
comment url