قصة عن تدخلي للصلح بين صديقين، مع التركيز على ما فعلته لإصلاح ذات بينهما
فيما كنت تلعب مع أترابك في الحيّ إذ بإثنين منهم يتخاصمان، وخشيت أن يبلغا حدّ القطيعة، فتدخّلت بينَهُما بالصّلح حتّى تراضيا.
ارو لنا ذلك مركّزا على ذكر ما فعلته لإصلاح ذات بَيْنِهما.
لم الشمل
المقدمة:
كان يومًا صيفيًا حارًا، اجتمعنا كعادتنا في ساحة الحيّ للعب والمرح. كنّا نلعب كرة القدم بحماس، ونقضي وقتًا ممتعًا. كان "خالد" و"عمر" من بيننا، وهما صديقان مقرّبان منذ الطفولة. فجأة، تحوّل جوّ المرح إلى توتّر وشجار بينهما.
صلب الموضوع:
بدأ الخلاف بمزحة بسيطة تحوّلت إلى نقاش حادّ، ثمّ ارتفعت الأصوات وتبادلا بعض الكلمات القاسية. رأيتُ الغضب يتملّكهما، وبدأتُ أشعر بالقلق من أنّ الأمر قد يتطور إلى قطيعة بينهما. لم أستطع البقاء مكتوف الأيدي، فقرّرتُ التدخل لإصلاح ذات بينهما.
أول ما فعلته هو أن طلبتُ منهما التوقف عن الصراخ والانفعال. حاولتُ تهدئة الموقف، وقلتُ لهما: "يا جماعة، ما الذي يحدث؟ لماذا تتشاجرون هكذا؟ أنتما صديقان منذ زمن طويل، لا تدعوا خلافًا بسيطًا يُفسد صداقتكما."
ثمّ حاولتُ فهم سبب الخلاف. طلبتُ من كلّ واحد منهما أن يشرح وجهة نظره بهدوء، دون مقاطعة الآخر. استمعتُ إليهما بانتباه، وحاولتُ أن أُظهر لهما أنّني أتفهم مشاعرهما. كان من الواضح أنّ سوء فهم بسيط هو الذي أدّى إلى هذا الشجار.
بعد أن استمعتُ إليهما، بدأتُ في توضيح الأمور. حاولتُ أن أُبيّن لكلّ واحد منهما كيف فهم كلام الآخر بشكل خاطئ. شرحتُ لهما أنّ كليهما لم يقصد الإساءة، وأنّ الأمر مجرّد سوء تفاهم. استخدمتُ كلمات لطيفة وهادئة، وحاولتُ أن أُذكّرهما بذكرياتهما الجميلة معًا.
قلتُ لهما: "تذكّرا الأوقات الجميلة التي قضيتموها معًا، تذكّرا كيف كنتم دائمًا سندًا لبعضكما البعض. هل من المعقول أن تُضيّعوا كلّ هذه الصداقة بسبب خلاف بسيط؟"
بعد ذلك، شجّعتُهما على الاعتذار من بعضهما البعض. قلتُ لخالد: "لماذا لا تبدأ أنت بالاعتذار لعمر؟ أعلم أنّك لم تقصد إزعاجه." ثمّ قلتُ لعمر نفس الشيء. في البداية، كانا متردّدين، لكن بعد تشجيعي وإصراري، اعتذر كلّ واحد منهما للآخر.
عندما رأيتُهما يتصافحان ويعودان صديقين كما كانا، شعرتُ بسعادة كبيرة. لقد نجحتُ في لمّ شملهما ومنع قطيعة قد تدوم طويلًا.
الخاتمة:
بعد هذه التجربة، تعلّمتُ أهمية التدخل لإصلاح ذات البين. أدركتُ أنّ الصلح بين المتخاصمين من أفضل الأعمال، وأنّ كلمة طيبة أو موقف بسيط قد يُغيّر الكثير. لقد عدتُ إلى اللعب مع أصدقائي، وكان الجوّ يسوده المحبة والوئام.