قصة طالب تمكن من إتمام تعليمه من عمل يده.
في قرية صغيرة بعيدة عن ضوضاء المدينة، كان يعيش شاب يدعى سعيد. نشأ سعيد في أسرة بسيطة بالكاد توفر قوت يومها. كان حلمه الأكبر أن يكمل تعليمه، لكنه كان يدرك أن الظروف المادية لعائلته لن تسمح بذلك بسهولة.
في إحدى الليالي، جلس سعيد يتأمل نجوم السماء، وقرر أنه لن يستسلم للظروف. وفي صباح اليوم التالي، بدأ رحلته بالبحث عن عمل يستطيع من خلاله تحقيق حلمه. وجد فرصة صغيرة في متجر لإصلاح الأجهزة الإلكترونية. لم يكن سعيد يمتلك أي خبرة، لكنه عرض على صاحب المتجر أن يعمل بجد ويتعلم أثناء العمل. وافق الرجل وأعطاه فرصة.
بدأ سعيد يقسم وقته بين المدرسة والعمل. كان يذهب إلى المدرسة في الصباح، ويعمل في المتجر بعد الظهر حتى المساء. وعلى الرغم من التعب، كان يجد وقتًا لمراجعة دروسه ليلاً. لم تكن الأيام سهلة، فقد كان يشعر بالإرهاق أحيانًا ويواجه صعوبات في التوفيق بين دراسته وعمله، لكن إصراره كان أقوى.
بمرور الوقت، تعلم سعيد مهارات إصلاح الأجهزة وأصبح ماهرًا في عمله. بدأ يكتسب سمعة جيدة في القرية، مما زاد من دخل المتجر، وساعده ذلك في تحسين دخله الشخصي. لم يكتفِ بذلك، بل كان يدخر جزءًا من المال لتغطية تكاليف تعليمه الجامعي في المستقبل.
وبفضل جهده المتواصل وإصراره، تمكن سعيد من إتمام تعليمه الثانوي بتفوق. وبعد سنوات من العمل والدراسة، التحق بالجامعة ودرس الهندسة الإلكترونية. أصبح سعيد مثالًا يُحتذى به في قريته، حيث أثبت أن الطموح والعمل الجاد يمكنهما التغلب على أصعب الظروف.
اليوم، يعمل سعيد كمهندس ناجح ويدير ورشته الخاصة، لكنه لم ينسَ بداياته. يحرص دائمًا على دعم الطلاب المحتاجين، ويشارك قصته معهم ليمنحهم الأمل والشجاعة لتحقيق أحلامهم.