قصة فقير تمسك بمبادئه بالرغم من ظروفه الصعبة.
"قصة بعنوان الكرامة قبل الخبز"
في إحدى القرى النائية، عاش رجل فقير يدعى عمر، اشتهر بين أهل قريته بصدقه وأمانته. كان عمر يعمل في حقل صغير بالكاد يوفر له ما يسد رمقه ورمق أسرته. ورغم قلة دخله، كان دائم الابتسامة، يقابل الشدائد بصبر وإيمان لا يتزعزع.
ذات يوم، جاء رجل غني إلى القرية بحثًا عن عمال يساعدونه في مشروعه التجاري. عرض الرجل أجرًا مغريًا، لكنه اشترط على من يعمل معه أن يتنازل عن بعض مبادئه، كأن يغش في الميزان أو يبيع بضائع فاسدة على أنها جديدة. كان العرض كفيلاً بإخراج عمر من فقره، لكنه رفض على الفور دون تردد.
سأله الرجل الغني بدهشة: "لماذا ترفض؟ ألا تريد أن توفر حياة كريمة لعائلتك؟"
أجابه عمر بابتسامة: "الحياة الكريمة لا تُبنى على حساب الآخرين. الكرامة عندي أهم من الخبز، ومن يفرط في مبادئه مرة، سيفعلها مرات."
انتشر خبر رفض عمر بين أهالي القرية، وأصبح حديث الناس. لم يكن الجميع يفهم موقفه، لكن الكثيرين أعجبوا بثباته. قرر بعضهم أن يساعده بتقديم الدعم لحقل الزراعة الخاص به. كما أن أحد التجار الكبار، الذي سمع بقصة عمر، عرض عليه عملًا شريفًا دون المساس بمبادئه، تقديرًا لأمانته.
مع مرور الوقت، تحسن حال عمر شيئًا فشيئًا. لم يصبح ثريًا، لكنه عاش بكرامة وأمانة، وهو يعلم أنه قدوة لأبنائه وأهل قريته. كانت كلماته دائمًا تذكرهم: "الفقر ليس عيبًا، لكن فقدان المبادئ هو الفقر الحقيقي."
هكذا، بقي عمر رمزًا في قريته للشخص الذي اختار الصواب رغم إغراء الخطأ، ليصبح مثالًا يُحتذى به في التمسك بالقيم مهما كانت الظروف.