خاطرة تصف فيها مشاعرك وأنت تشارك عائلتك في موسم قطاف الزيتون.
خاطرة عن موسم قطاف الزيتون
حين تشرق شمس الخريف بلطفها المعتاد، وأسمع أصوات العصافير تتمازج مع ضحكات عائلتي، أشعر بأن موسم قطاف الزيتون ليس مجرد عمل زراعي، بل هو طقس مقدس يحمل في طياته أصالة الماضي ودفء الحاضر.
بينما أمد يدي لأقطف أولى حبات الزيتون، أتنفس عبق الأرض وأتذكر أجدادي الذين غرسوا هذه الأشجار بعرق جبينهم. أشعر بفخر لا يوصف، وكأنني أشاركهم إرثًا خالدًا، يجمع بين الحب والعمل.
تُحيطني أصوات أمي وهي تغني أغاني التراث، ووالدي الذي يروي قصصًا عن مواسم سابقة، بينما أختي الصغيرة تلهو بين الأشجار، تملأ الجو بضحكاتها البريئة. وسط كل هذا، تتسلل أشعة الشمس بين الأغصان، ترسم لوحة لا يبدعها إلا الخالق.
في تلك اللحظات، يدرك قلبي معنى الانتماء. ليس فقط للأرض، بل للعائلة التي تمنحني القوة والإصرار. كم هو جميل أن نعمل معًا، نتعب، نضحك، ونرى ثمار جهدنا تملأ السلال.
عندما تنتهي الأيام الممتلئة بالتعب والفرح، وتتجمع العائلة حول وجبة دافئة، أشعر بالامتنان لهذه النعمة. قطاف الزيتون ليس مجرد موسم، إنه قصة حياة، أكتب فيها سطورًا جديدة مع كل حبة زيتون أقطفها، وأحملها معي كذكرى لن تمحى أبدًا.