قصة شخص مبادر علم عددا من الأميين في محيطه القراءة والكتابة.
قصة نور المعرفة
في ركنٍ منعزل من قريةٍ هادئة، حيث تسود بساطة العيش وجمال الطبيعة، عاش الشاب أحمد. كان شغوفًا بالقراءة والمعرفة، يحمل في قلبه شمعة نورٍ أراد أن يشعل بها قلوب من حوله. لاحظ أحمد أن الكثير من أهالي قريته، رغم طيبتهم وبساطتهم، إلا أنهم يعانون من الأمية، مما يحرمهم من الكثير من فرص الحياة.
أخذته همة عالية لفعل شيء، فبدأ بتجميع الكتب والدفاتر القديمة، وجمع الأطفال والشباب في منزله لتعليمهم الحروف والأبجدية. في البداية، كانت المقاومة كبيرة، فالبعض كان يرى أن التعليم حكر على من يذهبون إلى المدينة، والبعض الآخر كان يشعر بالخجل من عدم معرفته القراءة والكتابة.
ولكن أحمد كان صبورًا ومثابرًا، كان يروي لهم قصصًا مشوقة من الكتب، ويستخدم أساليب مبتكرة لجعل التعلم ممتعًا. كان يشبه الحرفي الذي ينحت في الحجر، بصبر وإتقان، حتى يخرج منه تحفة فنية.
تذكر أحمد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة". فكان هذا الحديث دافعًا له لمواصلة جهده، وكان يردد على مسامع تلاميذه: "إن الله يرفع بهذا القرآن أقوامًا ويضع به آخرين".
مع مرور الوقت، بدأ ثمار جهوده تظهر، فبدأ الناس يرون التغيير في من تعلموا على يديه، أصبحوا أكثر وعيًا بأمور دينهم ودنياهم، وأصبحوا قادرين على قراءة القرآن الكريم وفهم معانيه.
انتشر خبر ما يفعله أحمد في القرية، فبدأ الناس يتوافدون عليه، حتى كبار السن، طلبًا للعلم. أصبح منزله مركزًا للعلم والمعرفة، وصار الناس يطلقون عليه لقب "معلم القرية".
لم يكتفِ أحمد بتعليم القراءة والكتابة، بل كان يعلمهم أيضًا أسس الدين الإسلامي، وأهمية العمل الصالح، والأخلاق الحميدة. كان يقول لهم: "العلم نور، والإيمان هدى، والعمل الصالح زاد إلى الجنة".
وفي يوم من الأيام، قرر محافظ المحافظة زيارة القرية، فسمع عن قصة أحمد، فأمر بتكريميه، وتزويده بكل ما يحتاج إليه من كتب ومواد تعليمية. وأصبح أحمد قدوة حسنة للشباب، ودافعًا للعديد من المتطوعين لخدمة مجتمعاتهم.