قصة امرأة وجدت سعادتها في العطاء.

 قصة: السعادة في العطاء

في قرية صغيرة تعج بالحياة البسيطة، عاشت امرأة تدعى "أمينة". كانت أرملة في الأربعين من عمرها، قد فقدت زوجها في حادث مأساوي وكرست حياتها لتربية أطفالها الثلاثة. رغم قسوة الحياة وضيق الحال، لم تفارق الابتسامة وجه أمينة، وكانت مثالًا للإصرار والصبر.

 

قصة امرأة وجدت سعادتها في العطاء.


البداية

عانت أمينة في البداية من صعوبة تدبير أمور الحياة، لكنها كانت تؤمن أن العطاء هو سر السعادة، حتى وإن كانت تملك القليل. كانت تجمع ما تستطيع من قوت يومها وتشارك جيرانها بما توفر. لم يكن ذلك مجرد مساعدة، بل كان تعبيرًا عن حبها للحياة وإيمانها بأن الخير يعود مضاعفًا.

العطاء الذي غير القرية

ذات يوم، قررت أمينة أن تبادر بفكرة جديدة. جمعت نساء القرية وطرحت عليهن مشروعًا بسيطًا: أن يتعاونّ في زراعة حديقة صغيرة في وسط القرية. رغم استغراب البعض من الفكرة، شجعتهم بقولها:
"لن تنبت الحديقة بالمال فقط، بل بروح التعاون والعطاء. وسنحصد منها ما يكفينا جميعًا."

بدأ الجميع يشارك، منهم من قدم البذور، وآخرون جلبوا المياه، والبعض ساهم بجهودهم البسيطة في الزراعة. ومع مرور الوقت، تحولت الحديقة الصغيرة إلى واحة خضراء تنبض بالحياة. كان الأطفال يلهون فيها، وكبار السن يجلسون تحت ظلال أشجارها، والجميع يستمتع بثمارها.

أثر العطاء على حياتها

لم تقتصر سعادة أمينة على نجاح الحديقة، بل وجدت أن العطاء بدأ يغير قلوب الناس. أصبحت القرية أكثر ترابطًا، والجيران أكثر قربًا من بعضهم. وأدركت أمينة أن ما قدمته للآخرين لم يكن مجرد مساعدة، بل كان وسيلة لخلق مجتمع متحاب.

أصبحت أمينة رمزًا للعطاء في القرية، يلجأ إليها الجميع طلبًا للنصيحة أو للمساعدة. ورغم بساطة حياتها، كانت تشعر بغنىً داخلي لا يوصف.

السعادة التي اكتشفتها

في إحدى الليالي، وبينما كانت تجلس تحت شجرة زرعتها بيدها، سألتها ابنتها الصغيرة:
"أماه، لماذا تعطين الآخرين كل هذا؟ ألا تشعرين بالتعب؟"
ابتسمت أمينة وربتت على كتف ابنتها وقالت:
"يا صغيرتي، العطاء يشبه النور، كلما منحته للآخرين أضاء قلبك أكثر. السعادة الحقيقية ليست فيما نملك، بل فيما نعطي."

رأي الطالب:

عاشت أمينة حياتها تزرع البذور، سواء في الأرض أو في قلوب الناس. وترك العطاء أثرًا لا يمحى في قريتها. وبعد سنوات طويلة، عندما غادرت أمينة الدنيا، كان اسمها محفورًا في قلوب الجميع، لأن السعادة التي نشرتها بقيت تنبض في كل زاوية من تلك القرية الصغيرة.

لقد وجدت أمينة سعادتها في العطاء، وأثبتت أن الخير الذي نصنعه للآخرين هو أعظم ميراث نتركه وراءنا.

الموضوع التالي الموضوع السابق
No Comment
Add Comment
comment url