قصة عن بر الوالدين: "الوفاء الذي لا ينتهي"
كان هناك شاب يُدعى "عمر"، نشأ في قرية صغيرة وسط أسرة متواضعة. والده كان يعمل في الزراعة، ووالدته كانت ربة منزل تهتم به وبإخوته. كان والداه يكرسان حياتهما من أجلهما، ولم يدخرا جهدًا لتوفير حياة كريمة لهما رغم الصعوبات.
طفولة عمر وحنان والديه
كبر عمر على قيم الاحترام والحب، لكنه كان دائمًا يلاحظ كيف يتعب والده في الحقول تحت أشعة الشمس الحارقة، وكيف تُرهق والدته نفسها لتلبية احتياجات الأسرة. كانا يبتسمان دائمًا رغم التعب، وكأنهما يضعان سعادة أبنائهما فوق كل شيء.
في يوم من الأيام، عاد عمر من المدرسة ليجد والدته تجلس على كرسي وتبدو مرهقة جدًا. سألها:
"أمي، لماذا تبدين متعبة؟"
ابتسمت وقالت:
"يا بني، تعبنا يزول عندما نراك سعيدًا."
تلك الكلمات ظلت محفورة في ذاكرته، وأدرك أن كل ما يفعله والده ووالدته هو من أجله وأجل إخوته.
نجاح عمر وبداية الاختبار
بعد سنوات طويلة من الدراسة، حصل عمر على منحة للدراسة في الخارج. كانت هذه الفرصة بمثابة تحقيق حلم كبير. كان والده ووالدته في غاية السعادة عندما غادر، ورغم ذلك لم يخفيا دموع الفراق.
في الغربة، عاش عمر حياة جديدة مليئة بالتحديات، لكنه كان دائمًا يتصل بوالديه ليسمع صوتهما ويطمئن عليهما. كان يرسل لهما المال والهدايا، ولكنه كان يشعر أن ذلك لا يكفي مقابل ما قدماه له.
لحظة الوفاء
بعد أن أكمل دراسته وعاد إلى بلده، وجد والده قد تقدم به العمر وأصبح أضعف مما كان عليه. أما والدته فقد ظهرت عليها علامات الإرهاق والشيخوخة. قرر عمر أن يكرس حياته لرد الجميل لوالديه.
بدأ بترميم منزل الأسرة وجعله مريحًا لهما. كان يذهب مع والده إلى الحقول لمساعدته ويجلس مع والدته ليخفف عنها تعبها. كما كان يحرص على أن يجلب لهما كل ما يحتاجانه، ويأخذ والدته للطبيب بانتظام.
في إحدى الليالي، جلس بجانب والده الذي كان ينظر إلى السماء وقال له:
"يا أبي، أتذكر كم كنت تعمل بجد لتعلمني؟ اليوم أريد أن أريحك كما تعبت من أجلي."
أجابه والده بابتسامة هادئة:
"يا بني، رؤيتك بارًا بنا هي أعظم مكافأة لنا."
الدرس الذي تعلمه عمر
أدرك عمر أن بر الوالدين ليس مجرد واجب، بل هو انعكاس للحب والامتنان. تعلم أن التعبير عن الشكر والوفاء للوالدين لا يتطلب الكثير، فقط يحتاج إلى قلب صادق وأفعال صادقة.
رأي الطالب:
بر الوالدين هو أعظم أشكال الوفاء التي يمكن أن يقدمها الإنسان. إن ما يقدمه الوالدان من حب وتضحيات لا يمكن أن يُرد بثمن، ولكن برهما يجعل الحياة أكثر بركة وسعادة. كن دائمًا ممتنًا لوالديك وقدم لهما الحب والرعاية كما قدما لك في صغرك، فهما أعظم نعمة يمكن أن تحظى بها في حياتك.